بدء المحاكمة الثالثة في وقت واحد للمحامي إبراهيم متولي إلى جانب أبو الفتوح والقصاص

بيان صحفي

24 سبتمبر 2025

انعقدت يوم الاثنين الموافق 22 سبتمبر 2025 أولى جلسات محاكمة المحامي الحقوقي ومنسق رابطة أسر المختفين قسريًا إبراهيم متولي، على ذمة القضية  786 لسنة 2020 حصر تحقيق أمن الدولة العليا، وهي المحاكمة الثالثة التي تجري بحقه في وقت واحد بتهم مشابهة ودون مواجهته بأية أدلة أو شهود وبعد أن قضى أكثر من ثمانية أعوام قيد الحبس الاحتياطي بالمخالفة للقانون، في  ظروف حبس سيئة. 

وقررت المحكمة تأجيل النظر في القضية لجلسة يوم 8 ديسمبر المقبل، ليتمكن الدفاع من الاطلاع على أوراق القضية للمرة الأولى منذ ظهورها منذ أكثر من خمس سنوات في 2020.

ووفقًا لأمر إحالة القضية للمحاكمة الذي أصدرته نيابة أمن الدولة، فإن متولي يحاكم ضمن 28 متهم بجرائم متصلة بالإرهاب وقعت خلال الفترة من يوليو 1992 وحتى ديسمبر 2024، أي أن الجرائم بدأت في وقت كان عدد من المتهمين على ذمتها أطفالًا لم تتعد أعمارهم عام واحد، مثل أنس البلتاجي والحسن الشاطر. 

وتضم القضية الجديدة متهمين سبق وصدرت ضدهم أحكام أو كانوا محبوسين احتياطيًا بالفعل على ذمة قضايا أخرى، مثل رئيس حزب مصر القوية والمرشح الرئاسي السابق الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح (73 عامًا)، نائب رئيس حزب محمد القصاص، المقبوض عليهما من 2018، واللذين يقضيان بالفعل حكمًا بالسجن مدته خمس عشرة سنة للأول وعشر سنوات للثاني، صدر عن محكمة أمن الدولة العليا طوارئ في 2022. 

في ديسمبر 2024، تم تدوير كل من القصاص وأبو الفتوح على ذمة القضية 786، والتي ظهرت بعد عامين من القبض عليهما، وأُحيلا للمحاكمة مباشرة في اليوم نفسه بعد انتهاء التحقيق. تضم القضية أيضًا المحامي أحمد أبو بركة الذي بدأت محاكمته بالفعل على ذمة قضية أخرى في يونيو الماضي، إلى جانب أنس البلتاجي المحبوس دون صدور حكم واحد بإدانته منذ ما يقرب من 12 عامًا. 

و لم يحضر الجلسة عدد من المتهمين المحبوسين جلسة الاثنين المنعقدة داخل مجمع بدر الأمني، كما لم يتمكن محامون كثر من التواصل مع موكليهم الحاضرين؛ إذ فصل أفراد الأمن تمامًا بين المتهمين وبين الدفاع. 

طلب فريق دفاع إبراهيم متولي، والذي يضم محامية المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، خلال الجلسة مرة أخرى تمكينه من إجراء عملية جراحية عاجلة في البروستاتا. فيما أبلغ عدد من المتهمين، منهم أحمد أبو بركة وجهاد عصام الحداد، هيئة المحكمة عن تعرضهم لاعتداء على يد أحد الضباط أثناء جلسة سابقة انعقدت يوم 16 أغسطس الماضي للنظر في قضايا أخرى متهمين على ذمتها. وطلب متهمون آخرون من المحكمة النظر في أمر متهمين مضربين جزئيًا عن الطعام في سجن بدر 3. كما شكا متهمون من بينهم محمد القصاص من أنهم قضاء المتهمين طوال يوم جلسة المحاكمة في غرفة الاحتجاز بمبنى المحكمة دون السماح لهم بدخول الحمام، محرومين من الطعام والمياه. 

من ناحية أخرى أبلغ الطبيب المتواجد في المحكمة عن احتياج متهمين اثنين لتدخل طبي، دون توضيح ما إذا كان المتهمين يعانيان من الإعياء بسبب ظروف الاحتجاز السيئة في المحكمة، أم أن الأمر أكثر خطورة.

تشدد المبادرة المصرية للحقوق الشخصية على أن محاكمة موكلها بالاتهامات نفسها على ذمة أكثر من قضية في الوقت نفسه، هو تجاهل متعمَّد لنصوص قانون الإجراءات الجنائية التي تقضي بعدم جواز محاكمة الشخص عن الفعل ذاته مرتين، فضلًا عن أن حجب أوراق القضية في ظل عدم أجراء تحقيقات جادة لأكثر من ثماني سنوات أمر لا يمكن تفسيره إلا بالانتقام وعقاب متولي على ممارسته حقه المشروع كأب ومحام، كل ما سعى له هو استجلاء مصير ابنه الطالب عمرو إبراهيم متولي، الذي اختفى قبل 11 عامًا. فيما لا تزال السلطات المصرية ترفض الالتفات إلى حالته وتمتنع عن التحقيق فيها طوال الـ 12 عامًا الماضية، مثلما تستمر في رفض التوقيع على الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الإخفاء القسري.