المبادرة المصرية ترحب بإدانة المتهمين في اعتداءات قرية الكرم الطائفية وتطالب بسرعة تحديد جلسة نقض البراءة في تعرية "سيدة الكرم"
بيان صحفي
أعربت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية عن ترحيبها بحكم محكمة جنايات المنيا بالسجن خمس سنوات على عشرة متهمين في أحداث تخريب وحرق منازل أقباط خلال الاعتداءات الطائفية التي شهدتها قرية الكرم بمركز أبو قرقاص جنوب محافظة المنيا يوم الجمعة 20 مايو 2016.
ووقعت الاعتداءات على خلفية شائعة بوجود علاقة عاطفية بين مسيحي ومسلمة، حيث قام العشرات من أهالي القرية بنهب وحرق خمسة منازل مملوكة لمسيحيين، وإصابة ثلاثة أشخاص، كما تم الاعتداء على السيدة سعاد ثابت والدة المسيحي المستهدف، وتجريدها من ملابسها أمام منزلها، بالإضافة إلى تنظيم مسيرات جابت شوارع القرية، تخللها ترديد هتافات غاضبة وعدائية تجاه المواطنين المسيحيين.
وتداولت المحاكم ثلاث قضايا مختلفة بخصوص هذه الوقائع: حيث قضت محكمة جنح مركز أبو قرقاص، بالمنيا، في 7 أبريل 2018، بحبس المواطن المسيحي عطية دانيال عطية، وشهرته "أشرف" حضوريًا، وكذلك السيدة المسلمة غيابيًا، لمدة عامين مع الشغل والنفاذ لكل منها، في قضية اتهامهما بممارسة الزنا، قبل أن تقوم محكمة جنح مستأنف أبو قرقاص بتخفيض الحكم في 27 يوليو 2017 للمتهم الأول إلى عام واحد.
فيما قضت محكمة جنايات المنيا، في 17 ديسمبر 2020 ببراءة المتهمين الثلاثة بهتك العرض في القضية رقم ٢٣٦٦٨ لسنة ٢٠١٦ جنايات أبو قرقاص والخاصة بتعرية سعاد ثابت. وقد طالبت المبادرة المصرية النيابة العامة بتفعيل دورها والقيام بالطعن على الحكم إعمالًا للمادة 30 من القانون رقم 57 لسنة 1959 بشأن حالات وإجراءات الطعن أمام محكمة النقض، وقامت النيابة العامة بالفعل بالطعن عليه في 10 يناير الماضي، وذلك بعد دراسة المكتب الفني للنائب العام أسباب الحكم وأوجه الطعن عليه.
وأصدرت محكمة جنايات المنيا حكمها الأخير، الثلاثاء الماضي الموافق 15 يونيو 2021، في القضية رقم 20087 لسنة 2016 جنايات أبو قرقاص، والمقيدة برقم 20032 لسنة 2016 كلى جنوب المنيا، والخاصة بحرق منازل الأقباط وإصابة ثلاثة منهم، بعد أن وجهت النيابة العامة لهم تهم التجمهر، واستعراض القوة، وحرق وإتلاف منازل مواطنين أقباط، وإثارة العنف والشغب، وحيازة أسلحة نارية أثناء الهجوم على أقباط القرية. هذا وكان المجني عليهم – فيما عدا السيدة سعاد ثابت وزوجها دانيال عطية- قد أقروا بالتصالح مع المتهمين، وتراجعوا عن شهاداتهم السابقة. وتضمنت قائمة المتهمين المحكوم عليهم بالسجن، اثنين سبق وجرت محاكمتهما في واقعة تعرية السيدة سعاد ثابت، هما الشقيقان نظير وعبدالمنعم إسحاق، فيما تمت تبرئة والدهما من قضية الشغب والتخريب والحرق.
وتعليقًا على الحكم قالت المبادرة المصرية إنه بالرغم من طول مدة المحاكمة التي استمرت ما يزيد عن خمس سنوات، إلا أن صدور حكم الإدانة وعدم الأخذ بالصلح العرفي مسلك مهم في ترسيخ قيم العدالة وعدم التمييز بين المواطنين على أساس الدين، بالإضافة لضمان جبر الضرر للضحايا وبعث رسالة من الدولة بعدم التساهل مع مثل هذه الاعتداءات.
وأكدت المبادرة المصرية أن العدالة لن تكتمل إلا بإعادة محاكمة المتهمين في وقائع تعرية السيدة سعاد ثابت، وطالبت محكمة النقض بسرعة تحديد جلسة لنظر القضية مع توفير اجراءات المحاكمة العادلة والاستجابة لطلبات المدعين بالحق المدني. كما شددت المبادرة المصرية على أهمية صدور تعليمات واضحة بتطبيق القانون فيما يخص الاعتداءات الطائفية، وما تتضمنها من جرائم جنائية، وعدم الأخذ بالصلح العرفي، والإعلان عن نتائج التحقيقات وصولًا إلى معاقبة المتورطين في مثل هذه الاعتداءات.
لمزيد من المعلومات عن تفاصيل الاعتداءات والتطورات القانونية للقضايا الثلاث: