بعد احتجازها لمدة أربعة أيام والتحقيق معها كمتهمة، المبادرة المصرية للحقوق الشخصية تطالب بالإفراج الفوري عن منة عبد العزيز، وإسقاط التهم الموجهة لها
بيان صحفي
تحديث بتاريخ 31 مايو 2020: أمرت النيابة ظهر اليوم 31 مايو 2020، باستمرار حبس منة عبد العزيز (آية)، والمتهمين الستة الآخرين في القضية 15 يومًا أخرى على ذمة التحقيق. ووجهت النيابة لمنة الاتهامات التالية: - “التحريض على الفسق” و “تزوير حساب إلكتروني”. وسيتم استكمال التحقيق مع منة اليوم.
قامت بالأمس، الجمعة 29 مايو 2020، نيابة الحوادث بجنوب الجيزة ببدء التحقيق مع آية، المعروفة باسم منة عبد العزيز، كمجني عليها في واقعة تعرضها للاغتصاب. منة عبد العزيز هي إحدى مستخدمات تطيبقي "تيك توك" و "إنستجرام" المعروفين - والتي ظهرت في مقطع مصور بتاريخ الجمعة 22 مايو تروي فيه تعرضها للاغتصاب والضرب على يد مجموعة من الشباب. بدأ التحقيق في القضية 3328 لسنة 2020 إداري، قسم الطالبية بحضور محامييها من المبادرة المصرية للحقوق الشخصية. استمر الاستجواب لأكثر من ثماني ساعات، روت فيهم منّة وقائع الاحتجاز والاعتداء البدني والجنسي والتصوير عنوة ونشر بعض مقاطع الفيديو المصورة لاحقًا، وقامت بتحديد الجناة في كل من تلك الوقائع. توقف التحقيق حوالي الساعة الخامسة فجرًا من صباح اليوم30 مايو على أن تستكمل التحقيقات مع منة اليوم السبت في تمام الثانية عشر ظهرًا بحضور محامييها. ولكن قامت النيابة باستجواب منة وتوجيه الاتهامات لها في العاشرة صباحًا بدون حضور محامييها ولم نستطع حتى اللحظة الحصول على القائمة الرسمية بالتهم الموجهة إليها. وقد أمرت النيابة صباح اليوم السبت 30 مايو بحبس منة، وستة آخرين، على ذمة التحقيقات لمدة أربعة أيام. كما أمرت بعرض منة وعدد من المتهمين على الطب الشرعي اليوم للتأكد من وقائع الاغتصاب. ومن المنتظر أن تكون جلسة تجديد الحبس غدًا الأحد 31 مايو.
وتتضمن القضية عدة أشخاص يتم التحقيق معهم هم: مازن ابراهيم ، وبسام حنا (الشهير ببيشوي) ، وشيماء شاكر، وفاطمة شاكر، وموظف الأمن بالفندق الذي تمت به واقعة الاغتصاب، بالإضافة لمحمد حمدي (كلاشينكوف) الذي ألقي القبض عليه لكونه بصحبة منة لحظة القبض عليها ولم توجه هي له أية اتهامات أثناء التحقيق في واقعة الاعتداء عليها. ووجهت النيابة لباقي المحتجزين، ما عدا منة، عدة اتهامات هي: الاغتصاب، الخطف بالتحايل، السرقة بالإكراه، هتك عرض بالقوة، هتك عرض بغير القوة، تعاطي مواد مخدرة، انتهاك حرمة الحياة الخاصة والتهديد بإفشاء تسجيلات متحصل عليها، إذاعة تسجيلات متحصل عليها من جريمة الانتهاك، فعل فاضح علني، الاعتداء على المبادئ الأسرية للمجتمع المصري، وإنشاء حساب إلكتروني بقصد ارتكاب جريمة ونشر صور خادشة للحياء.
كانت قوة أمنية قد ألقت القبض على منة عبد العزيز يوم الثلاثاء 26 مايو في الإسكندرية بصحبة شخص آخر. وكانت منة، قبل ساعات من القبض عليها، قد أفصحت عن قرارها بالرجوع للقاهرة صباح يوم الثلاثاء للتوجه لمكتب النائب العام لتقديم بلاغ بوقائع الاعتداء عليها. وأنكرت أقسام الشرطة والنيابات المختلفة بالجيزة وجود منة منذ عصر الثلاثاء وحتى ظهورها في نيابة الجيزة يوم الجمعة، ولم يعلم محاموها بمكان احتجازها طوال تلك الفترة. ورفضت نيابة الطالبية والعمرانية طلب محاميو منة يوم الأربعاء بتسجيل محضر احتجاز دون وجه حق، لمرور أكثر من 24 ساعة منذ احتجازها بدون عرضها على النيابة.
وبالرغم من حرص نيابة الحوادث على تقصي كل تفاصيل أحداث الاعتداء التي تعرضت لها منة والحرص على ضبط المشاركين في تلك الجريمة، إلا أن حرمان منة من حضور محاميها وقت توجيه الاتهامات لها يمثل إخلالًا خطيرًا بحقها القانوني في الدفاع، والأهم، أن النيابة قد وضعتها بهذه الكيفية في موضع المتهم الذي يرهب التحقيق لخطر عواقبه عليه، بدلًا من أن تعاملها النيابة كضحية/ناجية في سن صغيرة تستحق أن تشعر بأكبر قدر ممكن من الإطمئنان لتستطيع المشاركة في التحقيق بشكل فعال.
كذلك فاستناد النيابة في اتهام منة على معلومات استدرجت للإفصاح عنها تحت القسم أثناء التحقيق معها كمجني عليها، يخل بقاعدة هامة في قانون الإثبات بعدم جواز إجبار الشخص على تقديم دليل ضد نفسه، وهو ما يظهر منة عمليًا وكأنها تعاقب بسبب ما أعلنت عنه من تعرضها للاعتداء. وهو ما قد يقرأ كرسالة ترهب فتيات ونساء كثيرات من الإبلاغ في حالة تعرضهن للعنف الجنسي أو البدني أو التهديد أو الابتزاز، خوفًا من أن يصبحن هن المتهمات.
ولذلك نناشد النائب العام بالإفراج الفوري عن آية الشهيرة بـــ منة عبد العزيز" وإسقاط كل التهم الموجهة إليها والتعامل معها طبقًا لوضعها كضحية وناجية من الاغتصاب يجب تقديم أقصى الدعم لها لضمان حقها في إنفاذ القانون ضد من اعتدوا عليها. ونطالب كذلك المجلس القومي للمرأة بدعم منة عبد العزيز ضد ما تعرضت له من إعتداء وضمان حقوقها القانونية، وتقديم الدعم النفسي والعملي لها بصفتها ناجية/ضحية للعنف الجنسي والبدني والنفسي.