ليسوا أرقامًا ... للاجئين السوريين في مصر حكايات -- الحكاية الثانية
بيان صحفي
خالد: "كنا نظن شهر... اتنين... تلاتة... ونرجع سوريا"
قبل عام، أتمَّ خالد ـ الشاب العشريني ـ دراسته الجامعية في سوريا وحصل على بكالوريوس التجارة، قبيل أن تضطره الحرب للمغادرة.
في البداية كان خالد يظن أن الأمر مسألة وقت ثم يعود إلى بلده، ثم بدأت الأمور في سوريا تتجه نحو مزيد من التدهور، فحاول خالد أن يحصل على فرصة عمل تؤمن لها دخلًا ليتستطيع أن يؤمِّن معيشة تمكِّنه من أن يأتي بوالدته، التي ما زالت داخل سوريا.
وبالفعل وفِّق خالد وحصل على فرصة عمل في الأردن في سبتمبر الماضي، وبعد أن أقلته الطائرة من القاهرة إلى عمَّان، رفضت السلطات الأردنية السماح له بالدخول وأجبرته على العودة إلى القاهرة.
"لو كان في أي فرصة في أي بلد عربي أذهب... لكن كيف المقارنة بين ما يحدث لنا في الدول العربية وبين ما تتيحه لنا دولة مثل السويد إذا ما وصلنا (وصلنا) لأرضها؟"
يتحدث خالد بشغف عن فرصة الحياة الجديدة في السويد، التي يتمنى الوصول إليها يومًا ما، وطلبَ لمِّ شمله بوالدته التي يستبد به القلق عليها بعد أن صارت كل الأخبار الواردة من سوريا أخبارًا عن الموت فقط.
"17 دولة أوروبية فتحوا باب اللجوء ... أنا ذهبت لسفارات 9 منهم... قالوا باب اللجوء مفتوح لكن ليس عبر السفارات... مفتوح على أراضينا".
كان خالد يعتقد أن من يحاولون الوصول إلى أوروبا عبر مراكب الهجرة غير الشرعية "مجانين". ثم بمرور الوقت، وتضاؤل الفرص، وجد خالد نفسه يتحول إلى "مجنون" مثلهم.
"ماذا أفعل في مصر بتأشيرة إقامة لمدة ثلاثة شهور مختومة بخاتم (غير مصرح له بالعمل)؟ جئنا هنا وكنا نظن شهر... اتنين... تلاتة... ونرجع سوريا... الآن الوضع اختلف".
حقائق
|
أجرت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية سلسلة من المقابلات مع مجموعة من اللاجئين السوريين، الذين تم احتجازهم أثناء محاولات خروجهم من مصر - بشكل غير رسمي- عبر البحر المتوسط قاصدين الساحل الأوروبي. وبينما لا تسعَى تلك المقابلات إلى الحكم على تلك المحاولات من منظور قانوني، فإنها تسعى بكل تأكيد الى إبراز الوجه المنسي لقصص اللاجئين السوريين الذين اضطرتهم الحرب الدائرة في سوريا إلى ترك وطنهم، وضاقت بهم سبل الحياة في مصر.
وتسعى أيضًا للتذكير بأن وراء تلك الإحصائيات والأرقام الواردة في نشرات الأخبار: بَشَرًا.
لمزيد من الحكايات: اضغط هنا