ليسوا أرقامًا.... للاجئين السوريين في مصر حكايات - الحكاية الثالثة

بيان صحفي

9 مارس 2014

فؤاد: الفنان التشكيلي الذي لم يلتقِ أولاده منذ عشر سنوات

يعيش فؤاد الفلسطيني ذو الـ 63 عامًا المولود في مخيم اليرموك مأساة مضاعفة. فهو متزوج بسيدة من فلسطينيي 1948 وهي تحيا مع أولاده الأربعة في مدينة نابلس بالضفة الغربية.

كان فؤاد الذي درس الفن التشكيلي بجامعة القاهرة يعمل مدرسًا للتربية الفنية في ليبيا، ثم بعد أن أتم أولاده تعليمهم الجامعي هناك، عادوا ليستقروا في نابلس وعاد هو إلى سوريا. فؤاد لاجئ فلسطيني مولود في سوريا ولا يُسمح له بالعودة إلى داخل الأراضي الفلسطينية، فقضية اللاجئين الفلسطينيين هي من القضايا المؤجلة إلي مفاوضات الحل النهائي الذي لا يأتي أبدًا.

يؤمن فؤاد بأن الحصول على جواز سفر أوروبي هو ما سيكفيه أولًا شر الإهانة في البلدان العربية الشقيقة – بعد أن صار لجوؤه مضاعفًا- وما سيمكنه ثانيًا من الدخول إلى الأراضي الفلسطينية للقاء أسرته.

منزل فؤاد قد تم دكه في إحدى جولات قصف مخيم اليرموك بعد مرور دقائق على خروجه منه، بعدها خرج فؤاد من سوريا بحقيبة واحدة تُحمل على الظهر وبعض المدخرات وحسب، وكان يعرف وجهته: هو لا يريد سوى المرور من مصر إلى أوروبا.

"مصر التي دخلت فيها الجامعة ليست هي مصر الآن ... الحكومة المصرية ترفض منح أبنائي تأشيرة دخول لزيارة القاهرة".

تم احتجاز فؤاد مرتين في أثناء محاولته الخروج من مصر عبر البحر، وقضى معظم وقت إقامته في مصر مُحتجزًا، في المرة الأولى ثلاثة أشهر وفي المرة الثانية 28 يوما. وخلال إلقاء القبض عليه في المرة الثانية، ارتطمت رأسه بجسم صلب، ما أدى إلى إصابته بارتفاع في ضغط العين نتج عنه ضعف ملحوظ في البصر.

وبخلاف الصعوبات التي يجدها فؤاد في توفير العلاج، يبقى خوفه الأكبر هو أن يكف بصره قبل أن يتمكن من لقاء أولاده ويشبع ناظريه من رؤيتهم: "خايف يروح نظري قبل ما اشوف أولادي".

يؤكد فؤاد على أنه سيستمر في محاولة المغادرة حتى آخر قرش في مدخراته، وأنه لا يبالي بالخطر الصحي الذي يداهمه، ولا بخطر الموت في عرض البحر نفسه: "إذا مت وإيه يعني؟ هو انا لحالي كده عايش؟"

يعيش فؤاد على أمل أن محاولته القادمة ستنجح، وأنه هناك - في إحدى الدول الأوروبية - سيتمكن أولاده من زيارته، وسيتمكن هو من احتضانهم: "في سبيل ذلك الأمل ... لا يهم الثمن".

 

حقائق

  • يوجد في سوريا 13 مخيمًا للاجئين الفلسطينيين الذين أخرجوا من وطنهم منذ 1948، يقطنها أكثر من نصف مليون لاجئ فلسطيني.
  • أكبر هذه المخيمات هو مخيم اليرموك الذي أنشئ سنة 1957، ويقطنه 160 ألف لاجئ.
  • تعرض مخيم اليرموك إلى حصار تام في سبتمبر 2013 ومنع وصول المساعدات الغذائية والطبية له تمامًا، ووصل سعر كيلو الأرز داخل المخيم إلى مائة دولار أمريكي.
  • اضطر سكان المخيم إلى التغذي على كل ما يقع تحت أيديهم بدءًا من حشائش الأرض.
  • في يناير 2014، وثقت وفاة 60 شخصًا جوعًا داخل المخيم، وانتشرت على الإنترنت صور قاسية عما آل إليه حال السكان المحاصرين نتيجة سوء التغذية داخل المخيم.
  • في يناير 2014 تمكنت الأمم المتحدة بعد تفاهمات مع النظام السوري من تأمين ممرات إنسانية لإدخال المساعدات الى المخيم، واستؤنف إدخال المساعدات للمخيم بشكل متقطع.

أجرت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية سلسلة من المقابلات مع مجموعة من اللاجئين السوريين، الذين تم احتجازهم أثناء محاولات خروجهم من مصر - بشكل غير رسمي- عبر البحر المتوسط قاصدين الساحل الأوروبي. وبينما لا تسعَى تلك المقابلات إلى الحكم على تلك المحاولات من منظور قانوني، فإنها تسعى بكل تأكيد الى إبراز الوجه المنسي لقصص اللاجئين السوريين الذين اضطرتهم الحرب الدائرة في سوريا إلى ترك وطنهم، وضاقت بهم سبل الحياة في مصر.

وتسعى أيضًا للتذكير بأن وراء تلك الإحصائيات والأرقام الواردة في نشرات الأخبار: بَشَرًا.

لمزيد من الحكايات: اضغط هنا