"سؤال وجواب: ما يجب أن يعرفه كل شخص عن ڤيروس نقص المناعة البشري والإيدز؟"

بمناسبة اليوم العالمي للإيدز، رأى فريق عمل المبادرة المصرية للحقوق الشخصية إعادة نشر وتجديد إصدار (س/ج) "سؤال وجواب: ما يجب أن يعرفه كل شخص عن ڤيروس نقص المناعة البشري والإيدز؟" الذي أصدرته المبادرة المصرية للحقوق الشخصية في عام 2011. يهدف هذا الإصدار إلى تعريف الجمهور العام بڤيروس نقص المناعة البشري، ومرض الإيدز، كما يهدف إلى الحوار مع مقدمي الخدمات الطبية، وغيرها من الخدمات الاجتماعية العامة، من موقع يهدف للتصدي للوصم والتمييز ضد المتعايشين مع ڤيروس نقص المناعة البشري والإيدز.


1.ما هو الفرق يبن الإيدز (AIDS)  وبين ڤيروس نقص المناعة البشري (HIV)؟

   ڤيروس نقص المناعة البشري (HIV) هو ڤيروس يصيب جهاز المناعة عند البشر. ويصاب الشخص بڤيروس نقص المناعة البشري (HIV) إذا دخل الڤيروس إلى مجرى الدم وبدأ في التكاثر. قد لا تظهر على الأشخاص الحاملين للڤيروس أعراض لمدة عشر سنوات أو أكثر. ولذلك فاختبار ڤيروس نقص المناعة البشري (HIV) هو الطريقة الوحيدة لمعرفة إذا ما كان الشخص أصيب بالڤيروس، واكتشاف الإصابة مبكرًا يسهل من فرص تلقي الرعاية الطبية مبكرًا وعدم تأثير الڤيروس على صحة وحياة الشخص المتعايش معه.

يهاجم ڤيروس نقص المناعة البشري (HIV) الجهاز المناعي وبدون تلقي الرعاية الطبية المناسبة يصبح الشخص حامل الڤيروس بمرور الوقت غير قادر على مقاومة مجموعة من الأمراض التي  تستفيد من ضعف مناعة حامل الڤيروس وتعرف باسم "العدوى الانتهازية".

أما الإيدز (AIDS)، أو متلازمة نقص المناعة المكتسبة، فهو أكثر مراحل العدوى بڤيروس (HIV) تقدمًا حيث تتدهور المناعة إلى درجة لا تسمح للجسم بمحاربة العدوى الانتهازية وتبدأ ظهور أعراض واحد أو أكثر من أنواع تلك العدوى المرتبطة بالڤيروس باختلاف خطورتها.

  أي أن الشخص من الممكن أن يكون حاملًا لڤيروس نقص المناعة البشري (HIV) ومتعايشًا معه بدون أن يكون مصابًا بالإيدز، والاكتشاف المبكر للڤيروس وتلقي العلاج مبكرًا يرفع من احتمالية أن يعيش الشخص المتعايش مع ڤيروس (HIV) بصحة جيدة وعمر طويل.


2. هل يعني هذا أن المتعايش مع ڤيروس نقص المناعة (HIV) ليس بالضرورة مصابًا بالإيدز؟

   نعم، لأنه كما شرحنا فالإيدز هو المرحلة التي يكون فيها الجهاز المناعي تدهور إلى درجة يصبح معها غير قادر على التصدي للعدوى الانتهازية وتتراوح الفترة ما بين العدوى بڤيروس نقص المناعة البشري (HIV) والإصابة بالإيدز من 5 سنوات إلى 15 سنة ولا تظهر أعراض مرضية مرتبطة بالإيدز خلال هذه الفترة. وبالتالي فمصطلح "مريض الإيدز" يجوز استخدامه فقط في حالة إذا ما كان الشخص المصاب يعاني من أعراض مرضية مرتبطة بالإيدز، أما غير ذلك فهو شخص متعايش مع ڤيروس نقص المناعة البشري (HIV).

 وتختلف الفترة ما بين توقيت العدوى والتطور لمرض الإيدز من شخص إلى آخر وتقل في حال بقاء المصاب بدون علاج. ولذلك فالكشف المبكر للڤيروس مهم جدًّا حيث أن الأدوية المضادة للڤيروسات القهرية بإمكانها تخفيف العبء الڤيروسي وإبطاء تطور المرض لدى حامل ڤيروس (HIV).


"أنا خريج جامعة، بس ماكنش عندي معلومات ولا حد قالي معلومات عن AIDS .[بعد التحليل] كانت الصدمة بالنسبة لي ساعتها إني اكتشفت حاجة اسمها علاج . قالوا لي فيه علاج وعملوا لي CD4، ابتديت آخد معلومات عن المرض منهم.. وابتدوا يدوني العلاج و عرفت إنه هيتاخد كل شهر، بس عشان آخد العلاج كان لازم أروح القاهرة لأن المكان المركزي الوحيد للعلاج كان القاهرة".
 

3. هل يمكن للمتعايش مع ڤيروس نقص المناعة البشري (HIV) أن يعيش بصحة جيدة؟

   نعم، فبرغم أنه ليس هناك حتى الآن لقاح (Vaccine)  يقي من الإصابة بڤيروس نقص المناعة البشري (HIV)، أو علاج يشفي من الڤيروس، فإن هناك أدوية شديدة الفاعلية وقادرة على تعطيل الڤيروس وتخفيف العبء الڤيروسي وبالتالي تتيح للمتعايش مع الڤيروس أن يعيش بصحة جيدة. فطبقًا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) فمتوسط العمر المتوقع للشخصلشخص المتعايش مع ڤيروس نقص المناعة البشري (HIV)، ويتلقى أدوية مضادات الڤيروسات القهرية، ومستجيب للعلاج، لا يختلف عن متوسط العمر المتوقع لغير الحامل للڤيروس، ما يجعل الإصابة بڤيروس نقص المناعة البشري (HIV) قريبة للإصابة بمرض مزمن يمكن إدارته مثلما يحدث مع أمراض مزمنة أخرى.


4. ما الاختبارات التي يجب إجراؤها لاكتشاف الإصابة بڤيروس نقص المناعة البشري (HIV)؟

   لا يجب أن ينتظر الشخص ظهور أي أعراض لأيٍّ من الأمراض الانتهازية عليه حتى يلجأ إلى اختبار ڤيروس نقص المناعة (HIV)، فعند الشك في التعرض للعدوى، يجب إجراء الاختبار للاطمئنان، خاصة وأن أعراض الڤيروس قد لا تظهر على الشخص، رغم الإصابة، لعدة سنوات.

 ويكون الاختبار في هيئة تحليل لعينة دم، وفي حالة ظهور التحليل إيجابيًّا - بمعنى احتوائه لڤيروس نقص المناعة البشري (HIV) أو أجسامه المضادة - يعني ذلك أن الشخص حامل لڤيروس نقص المناعة البشري (HIV). ولكن هناك فترة تعرف باسم "window phase" بعد التعرض للڤيروس مباشرة قد يظهر فيها التحليل سلبيًّا رغم وجود الڤيروس، ويحدث ذلك نتيجة لعدم تفاعل الجسم بشكل تام معه حيث يوجد الڤيروس بمستوى منخفض في الدم بحيث يصعب تشخيصه. ولذلك في حالة التعرض لاحتمال العدوى، حتى لو ظهر التحليل سلبيًّا، يفضل إعادة التحليل بعد مرور ثلاثة أشهر على احتمال حدوث العدوى للتأكد.  

5. أين يمكنني التوجه لإجراء تلك الاختبارات المعملية مجانًا؟ وهل يجب عليَّ الإفصاح عن اسمي؟

يقدم البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز التابع لوزارة الصحة عبر المعامل المركزية بوسط القاهرة خدمات الفحص الطوعي وتقديم المشورة. خدمات البرنامج مُلتزَمة بمبادئ سرية الفحص، ما يعني أن الفحص لا يستلزم  إفصاح الشخص عن اسمه أو أي معلومات شخصية. كما أن الفحص مجاني.

وفي الإسكندرية يمكن التوجه إلى مستشفى الحميات لإجراء التحليل. وفي الغربية يمكن التوجه إلى  مستشفى حميات طنطا.

عنوان المعامل المركزية وسط القاهرة: 19 شارع الشيخ ريحان، باب اللوق، ميدان التحرير.

عنوان مستشفى الحميات بالإسكندرية: ش إمبروزو، الحضرة, الإسكندرية.

عنوان مستشفى الحميات بطنطا: ش طه الحكيم - طنطا - الغربية.

كما يمكنك الاطلاع بشكل أكثر تفصيلًا على الخدمات الصحية التي تقدمها وزارة الصحة المصرية إلى المتعايشين، مثل مراكز المشورة والفحص الطوعي لڤيروس نقص المناعة البشري (HIV) وعناوينها في البحيرة وجنوب سيناء والغربية وأسوان والشرقية والإسماعيلية وكفر الشيخ وبني سويف والبحر الأحمر وأسيوط  من هنا .


6. هل هناك صفات أو أعراض يمكنني بها أن أعرف أن شخصًا متعايشًا مع ڤيروس نقص المناعة البشري (HIV) أو الإيدز؟

   لا. المتعايش مع ڤيروس (HIV) أو مع الإيدز مثله مثل أي شخص آخر. حتى في حال إصابته بأحد الأمراض الانتهازية المرتبطة بالإيدز فهي نفس الأعراض التي تظهر على أي شخص مصاب بإحدى هذه الأمراض.

   وكما ذكرنا، قد تمر سنوات طويلة يكون فيها الشخص حاملًا لڤيروس نقص المناعة البشري (HIV) بدون ظهور أي أعراض إكلينيكية عليه ومع ذلك يكون قادرًا على نقل العدوى. ولذا فالتحاليل فقط يمكنها أن تظهر إذا ما كان الشخص مصابًا أو حاملًا للڤيروس من عدمه، فالكشف المبكر عن الڤيروس دائمًا ما يساعد في تيسير التعايش معه وتوفير جودة حياة أفضل.


7. كيف إذًا يمكنني تجنب العدوى بالڤيروس إذا كان من المستحيل التفريق بين الشخص الحامل أو المتعايش مع الڤيروس وأي شخص آخر؟

  مرض الإيدز من الأمراض المعدية وليس من الأمراض السارية. الأمراض السارية هي تلك الأمراض التي تنتقل عن طريق الاختلاط اليومي العادي بين الأشخاص. ومن أشهر الأمراض السارية مثلًا الإنفلونزا.

 أما فيروس نقص المناعة البشري (HIV)  فهو مرض مُعدٍ ينتقل فقط عندما يختلط دم أو سائل منوي أو سائل مهبلي من شخص حامل للڤيروس مع مجرى دم شخص آخر، عندما يكون تكاثر الڤيروس عند حامله غير محجم باستخدام الأدوية المضادة للڤيروسات القهرية Viral Suppression. ولذلك فهو لا ينتقل إلا من خلال عمليات نقل دم ملوَّث بالڤيروس، أو تبادل إبر أو أدوات حادَّة أخرى ملوَّثة بالڤيروس، أو من الأم إلى مولودها  أثناء فترة الحمل أو الولادة أو من خلال الرضاعة. كما ينتقل عبر العلاقات الجنسية غير المحمية باختلاف أشكالها، بما في ذلك الجنس الفَمِّي، بينما ترتفع احتمالات العدوى إلي أعلى معدلاتها في حالة الإدخال المهبلي فالشرجي. 

 طرق انتقال ڤيروس نقص المناعة البشري (HIV)  معروفة ومحددة وبالتالي طرق الوقاية منه أيضًا محددة وهي: ممارسة الجنس الآمن عن طريق استخدام الواقي الذكري أو العازل الأنثوي، عدم تبادل الإبر أو استخدام أدوات جراحية حادة غير معقمة، وهو ما يوجب التزام المؤسسات الصحية باحتياطات مكافحة العدوى والتأكد من خلو أكياس الدم من الڤيروسات قبل استخدامها في عمليات نقل الدم. وهي كلها نفس طرق الوقاية من العديد من الأمراض المعدية وتمثل معايير ثابتة يجب اتباعها بغض النظر عن وجود شك في إصابة أحد الأشخاص بالڤيروس وبالتالي فمعرفتك بتعايش شخص ما مع الڤيروس لا توفر لك حماية من العدوى أفضل من الإجراءات الوقائية المتعارف عليها.

”[بعد ما أتشخصت بفيروس نقص المناعة] في المقابلة مع الشخص ده، فضل يسألني "إنت رحت شرم قبل كده؟ رحت طابا قبل كده؟ سافرت دولة أجنبية قبل كدا ؟" قلتله أنا ماخرجتش برا إسكندرية و القاهرة ومخرجتش برا مصر نهائي .  و سألني "إنت صايم ولا فاطر؟ طب إنت بتصوم رمضان؟ ولا مبتصمش؟" حاجات زي كده، معرفش كان عايز ايه من وراها. يمكن كان بيشوف هل أنا متدين ولا لأ . "


8. إذا كان الڤيروس لا ينتقل إلا بهذه الطرق، فما هو إذًا سر الخوف السائد من الإيدز؟

   نحن نخشى ما لا نعرفه. ولسنوات طويلة ظل مرض الإيدز يحيطه الغموض إلى أن توصل العلماء إلى معرفة طرق انتقال الڤيروس وتطور المرض وطرق الوقاية من العدوى. كما أنه بالرغم من عدم وجود علاج شافٍ من ڤيروس نقص المناعة،  فإن العلم توصل إلى مجموعة من الأدوية لڤيروس نقص المناعة البشري، تعمل على إبطاء تكاثر الڤيروس داخل الجسم وبالتالي خفض حدة أعراضه على نحو يمكِّن المتعايش من ممارسة حياة طبيعية ويعمل على تحسين جودة ومتوسط عمر المتعايشين. وهكذا خرج الإيدز من إطار المرض القاتل الذي كان بمثابة حكم إعدام لحاملي الڤيروس منذ اكتشافه في أوائل الثمانينيات وحتى تطور العلاج وتغير فهم العلماء والأطباء للمرض.

 كما ساهمت الوسائل الإعلامية لفترات طويلة في نشر الفكر السلبي الخاطئ عن الإيدز كونه مرضًا قاتلًا ومخيفًا، كما ساهمت بشكل كبير في وصم المتعايشين مع ڤيروس نقص المناعة البشري والإيدز كمجرمين ومذنبين يستحقون العقاب.


9. كيف تؤثر  النظرة السلبية للمجتمع على المتعايشين مع ڤيروس نقص المناعة البشري ومرضى الإيدز؟

   إن الوصم المحيط بڤيروس نقص المناعة البشري (HIV) ومرض الإيدز يمنع المتعايشين في أحيان كثيرة من السعي إلى العلاج، أو تلقي الرعاية الطبية، بل يمنعهم حتى من مجرد الكشف عن إصابتهم بالڤيروس. ويتعرض المتعايشون مع الڤيروس أو حتى المشتبه بإصابتهم به، لرفض بعض مقدمي الخدمات الطبية من تقديم الرعاية الطبية إليهم. كما يتعرضون أحيانًا للتمييز في السكن والحصول على  أوالاحتفاظ بالعمل.

بل ويتعرض كثير من المتعايشين مع ڤيروس نقص المناعة (HIV)، أو مرضى الإيدز، للنبذ من قبل الزملاء والأصدقاء والعائلة. كل تلك الأشكال من التمييز تمثل عبئًا عليهم يكاد يكون أكبر من عبء المرض نفسه.

وبالرغم من توافر المعلومات عن طرق العدوى والوقاية، وظهور الأدوية التي تسيطر على تقدم المرض، فقد بقي الوصم والتمييز وانتهاك حقوق الإنسان من أكبر العوائق في طريق الوقاية الفعالة من ڤيروس نقص المناعة البشري والإيدز، وبالتالي فإن الوصم والتمييز ضد المتعايشين لا يؤثر فقط على المتعايش بل على المجتمع ككل وطريقة تعاطيه مع المرض والمتعايشين معه.

النظرة السلبية للمجتمع في طريقة التعاطي مع ڤيروس نقص المناعة تعوق أي جهود للوصول إلي المصابين بالڤيروس لتقديم الرعاية الصحية لهم بشكل دوري وحماية شركائهم من الإصابة عن طريق التوعية ببعض الممارسات الصحية.

 إن الدروس المستفادة من التجربة العالمية أثبتت أن احترام حقوق الإنسان في سياق مكافحة ڤيروس نقص المناعة البشري والإيدز لا يقلل فقط من معاناة المصابين به بل يحافظ على حياتهم وكرامتهم ويحمي أيضًا الصحة العامة للمجتمع  ويحقق النجاح في وقاية المجتمع من العدوى.


10. كيف يمكنني التصدي للتمييز والوصم ضد المتعايشين مع ڤيروس نقص المناعة ومرضى الإيدز؟

   يمكننا جميعًا التصدي لهذا التمييز والوصم عبر عدة طرق:

نشر المعرفة الصحيحة حول الڤيروس والمرض في دوائرنا المحيطة.

تصحيح المعلومات المغلوطة عن طرق العدوى وطبيعة الڤيروس والمرض.

التحدث عن الڤيروس والمرض مثلما نتحدث عن أي نوع آخر من العدوى أو المرض، وعدم تصويره كحكم بالموت.

السعي إلى التحليل وتشجيع الآخرين على التحليل، خاصة لو كانوا أكثر عرضة للتعرض للڤيروس والعدوى.

التعامل مع المتعايشين مع الڤيروس ومرضى الإيدز كما يجب أن نعامل أي مريض باحترام وتقبل.

احترام خصوصية المتعايشين مع الڤيروس ومرضى الإيدز.

كثيرًا ما يكون الوصم والتمييز ضد المتعايشين مع ڤيروس نقص المناعة البشري ومرضى الإيدز متقاطعًا مع أشكال أخرى من التمييز، مثل التمييز ضد الأفراد ذوي الهويات والميول الجنسية غير المقبولة اجتماعيًّا، الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، والعاملات والعاملين في الجنس، ومستخدمي المخدرات، أو كل من يفترض بهم ذلك. ولذلك لو رغبنا في التصدي للوصم والتمييز ضد المتعايشين مع ڤيروس نقص المناعة البشري، أو مرضى الإيدز، فيجب علينا في الوقت نفسه، التصدي لأشكال التمييز والوصم المتقاطعة معه.

"وكنت محتاج مكان أشوف فيه دكتور جلدية، ورحت على مستشفى الحوض المرصود . البني آدم الوحيد اللي لقيته مد إيده ليا كويس، هو دكتور هناك في الحوض المرصود دخلت عليه قلت ليه أبوس ايدك أنا اسمي فلان الفلاني وعايزك تكشف عليا وعندي الحالة الفلانية. ولو مش عايز تكشف عليا براحتك مش هزعل.  فالرجل قالي تعالى وإنت بتقول إيه وازاي تقول كدا ، وقالي على شوية أسامي لجمعيات في إسكندرية. وقالي في حاجة اسمها جمعيات دعم وإنت هتعيش، فأنا حسيت اني بحلم. وكنت خارج من عنده وناقص أبوس ايده من الفرحة "   

"نقطة كمان أن في دكاترة مبترضاش تعمل عملية لشخص لما يعرفوا إن عندهHIV  و بنعاني كثير عشان نقنع دكتور يعمل عملية لحد من زمايلنا"


11. أنا مقدم خدمة طبية، كيف يمكنني محاربة الوصم والتمييز ضد المتعايشين مع ڤيروس نقص المناعة ومرضى الايدز؟

   أول ما يمكنك فعله هو تقديم الخدمة الطبية إلى المريض الحامل للڤيروس كما تقدم الخدمة إلى أي مريض آخر، متبعًا بروتوكولات الوقاية القياسية، فتلك معايير ثابتة يجب اتباعها بغض النظر عن وجود شك في إصابة أحد الأشخاص بالڤيروس وبالتالي فمعرفتك بإصابة شخص ما بالڤيروس لا توفر لك حماية من العدوى أفضل من الإجراءات الوقائية المتعارف عليها، خاصة وأن احتمالية العدوى بأي مرض مُعدٍ لا تتأثر بكون المريض الذي تقدم إليه الخدمة يعرف عن وضعه الصحي أم لا.

  بالإضافة إلى ذلك، يجب على مقدم الخدمات الطبية تحديث معلوماته الطبية والتوعية بالمعلومات الطبية الصحيحة حول طرق العدوى وطبيعة الڤيروس.


"أنا إتمسكت بالعلاج و اتعملي قضية ورحت النيابة تقريبًا كان سنة 2005، كنت جبت العلاج بتاعي وماشي مع صاحبي في الشارع، وأمين الشرطة سألني قالي ايه ده،  كان معايا صاحبي فقال ده دواء ايدز، فالأمين قبض علينا وقال إننا مرضى ايدز هربانين في الشارع. و بيتنا في القسم، وودونا المستشفى تاني يوم والدكتور زعقلهم إن ازاي يقبضوا علينا، فالمحامي بتاعنا جه وطلب من وكيل النيابة الإفراج عننا، فقال مقدرش أفرج عنهم لأن أمن الدولة عايزهم، رحنا أمن الدولة اللي في الساحل، و احنا هناك المحامي سأل الظباط عايزينهم في إيه، رد ظابط قال إننا كنا عايزين نشوف شكلهم عامل ازاي ..


12. ما هي آخر الإحصاءات الخاصة بأعداد المتعايشين مع ڤيروس نقص المناعة؟ ولماذا نتحفظ على تلك الأرقام؟

 للأسف لا نملك أرقامًا دقيقة لعدد حاملي ڤيروس نقص المناعة في مصر، لأن وزارة الصحة لا تعلن رسميًّا الأعداد بشكل دوري، ولكن يقدرها موقع برنامج الأمم المتحدة المشترك لڤيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز في 2018 عند 22 ألف شخص متعايش مع ڤيروس نقص المناعة البشري، وهو نفس الرقم المذكور على الموقع منذ 2011.  ورغم أن هذا الرقم يضع مصر في دائرة الدول ذات النسب غير العالية من المتعايشين مع الڤيروس، فالموقع نفسه يضع مصر في موقع مقلق من حيث معدلات العدوى الجديدة إذ بلغت 196%بين عامي 2010 و2018 (مقارنة بمعدل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عن نفس الفترة والذي لم يتجاوز الـ 10%), نظرًا إلى أن عام 2018 وحده شهد 3600 عدوى جديدة، ومعدل التغير في حالات الوفاة المرتبطة بالڤيروس 107% في مصر عن نفس الفترة، (بالمقارنة بـ 9% في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عن الفترة نفسها).

 ولا يمكننا التأكد من عدد الأفراد المتعايشين مع الڤيروس في مصر لعدة أسباب، أولها صعوبة المسح السكاني، وعدم انتشار ثقافة تحليل ڤيروس نقص المناعة، بالإضافة إلى تعامل الدولة مع ملف ڤيروس نقص المناعة بعقلية أمنية تمنع فيها الإفصاح عن أرقام محدثة وموثوقة.


13. ما دوري أنا كشخص غير حامل للڤيروس تجاه المتعايشين بڤيروس نقص المناعة البشري/الإيدز؟  

يجب علينا كأفراد احترام حقوق وخصوصية المتعايشين كما نتمنى أن تحترم حقوقنا. إن كرامة أي فرد في المجتمع من كرامة الجميع وانتهاك حقوق فئة من المواطنين قد تؤدي إلى انتهاك حقوقنا جميعًا. تعامل مع المتعايش كما تحب أن تُعامَل و تذكر أننا إذا جردنا الشخص المتعايش من كرامته فهذا يجردنا جميعًا من إنسانيتنا. 


* اعتمد هذا الإصدار على الإصدار السابق للمبادرة: "سؤال وجواب: ما يجب أن يعرفه كل شخص عن ڤيروس نقص المناعة البشري والإيدز"، وكتيب: "سؤال وجواب حول فيروس نقص المناعة البشري والإيدز" الصادر عن وزارة الصحة بولاية نيويورك، ومواد هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية التعريفية بالفيروس.