أعلنت منظمة الصحة العالمية يوم 18 فبراير عن اختيار أول ست دول في قارة أفريقيا لتلقي التكنولوجيا اللازمة لإنتاج لقاحات الحمض النووي mRNA. وهي نفس التكنولوجيا المستخدمة في أقوى اللقاحات فاعلية ضد كوفيد-19 وضد المتحور أوميكرون، مثل لقاحات شركتي فايزر وموديرنا. كانت أول دولتين انضمتا إلى مركز نقل تكنولوجيا mRNA العام الماضي هما الأرجنتين والبرازيل، وتتلقى الشركات من كلا البلدين التدريب من منظمة الصحة على نقل التكنولوجيا حاليا بالفعل. و في الأسبوع الماضي، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن أول ست دول أفريقية ستتلقى التكنولوجيا لإنتاج لقاحات mRNA الخاصة بها: مصر وكينيا ونيجيريا والسنغال وجنوب إفريقيا وتونس، وفي 23/2/2022 اختارت المنظمة خمس دول أخرى: بنغلاديش وإندونيسيا وباكستان وصربيا وفيتنام.

 سيتم نقل التكنولوجيا من خلال مركز نقل تكنولوجيا mRNA العالمي للدول الأفريقية، والذي تم إنشاؤه في جنوب أفريقيا عام 2021 لدعم الشركات المصنعة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، بما يضمن أن تصير لديهم جميع إجراءات التشغيل، والمعرفة الفنية اللازمة لتصنيع لقاحات mRNA على نطاق واسع ووفقًا للمعايير الدولية.

يأتي ذلك مع استمرار شركتي فايزر ومودرنا في رفض التنازل المؤقت عن حقوق الملكية الفكرية ومشاركة البيانات الخاصة بكيفية تصنيع اللقاحات طواعية. ولذلك سيتم إنتاج اللقاحات اعتمادا على نتائج الأبحاث المتاحة للجمهور، بمساعدة تقنية تقدمها منظمة الصحة العالمية لهذه الدول، ودون انتظار للشركتين. ويذكر أن منظمة الصحة لا تملك أي أدوات قانونية للضغط على الشركتين مباشرة، إلا من خلال اتفاق عالمي بين الدول على تعليق حقوق الملكية الفكرية إنقاذًا لسكان العالم. من جانب آخر، تقدمت كل من الهند وجنوب أفريقيا باقتراح لمنظمة التجارة العالمية دعتا فيه إلى "التنازل عن احتكار الأدوات الطبية الخاصة بكوفيد-١٩ أثناء الجائحة".

بالإضافة إلى موقف الشركتين، وبسببه، ما زالت هناك تحديات أخرى أمام هذه الدول قبل الوصول إلى عملية تصنيع اللقاح. يتضمن ذلك على سبيل المثال إجراء التجارب السريرية، وتطوير عمليات تصنيع واسعة النطاق، ومراحل تدريب الدول التي اختارتها المنظمة، والحصول على المساعدات اللازمة لإعداد وتطوير بنياتها التحتية. هذا ومن المنتظر أن تبدأ التجارب السريرية قريبا وأن تحصل اللقاحات على موافقة في عام 2024، حسب منظمة الصحة العالمية.

وإذا كان اختيار مصر ضمن الدول الست خطوة إيجابية وتستحق توجيه الشكر والتقدير لمن سعى  من أجل ذلك، فإن حملة التطعيم في مصر مازالت أبطأ كثيرا مما يجب، حيث لا تتجاوز الجرعات التي يتم توزيعها يوميا  263,270 جرعة. كما أن وزارة الصحة ما زال أمامها الكثير لتصل إلى هدف تطعيم نسبة الـ 70% من السكان تطعيًمًا كاملًا، وهي النسبة التي وضعتها منظمة الصحة كهدف لهذا العام. في إطار متابعتنا لحملة التطعيم ضد كوفيد 19، تجدون هنا إحصاءات التطعيم في مصر في الأسابيع الأخيرة حتى 19 فبراير 2022، والتي تُظهر أن حوالي 30 مليون من السكان فقط حصلوا على تطعيم كامل، و حوالي 10 مليون على تطعيم جزئي، وهذا أقل بكثير من النسبة الواجب تحقيقها.

معدلات التطعيم ضد كوفيد-19 في مصر بين يناير وفبراير 2022 - حسب أرقام وزارة الصحة