Kalininskaya nuclear power plant, around 175 miles northwest of Moscow REUTERS/Alexander Natruskin

الطاقة النووية مصدر خطر في توليد الكهرباء، الحوادث النووية ليست نادرة. فقط، يتم التستر عليها

خبر

23 نوفمبر 2017

العلاقة بين التعرض للإشعاع، والمرض والموت والسرطان، حتى في نسب منخفضة، ثابت علميًّا وأيضًا واقعيًّا عبر التجارب المريرة. ورغم ما يروِّج له لوبي الصناعة النووية، فإن الحوادث النووية ليست نادرة. فقط يتم التستر عليها.

تم أخيرًا الكشف عن إحدى هذه الحوادث التي وقعت في روسيا وتم التستر عليها في البداية، ورغم فضحها فما زالت السلطات تنكر حدوث ضرر ولا ترى ضرورة إلى إجراء تحقيق، وترتيب وقائع الخبر كالتالي:


رصد معهد الفرنسي للأمان النووي أوائل شهر أكتوبر، سحابة من الإشعاع فوق أوروبا، وأعلن أنه من المحتمل أن يكون مصدرها منطقة الأورال في روسيا. لكن السلطات الروسية أنكرت ذلك وقته، كما أصدرت شركة روساتوم _التي تدير المنشآت النووية في روسيا والمملوكة للدولة وهي نفس الشركة التي ستقوم ببناء محطة الضبعة النووية _تصريحًا في 11 من أكتوبر الماضي أنكرت فيه الادعاءات الفرنسية بحدوث تسرب، ووصفتها بأنها ادعاءات لا أساس لها من الصحة وأن مستوى الإشعاعات في كل المنشآت النووية في روسيا في حدود الطبيعي.

فقط مع تصاعد الضغط وتراكم الأدلة، صرحت خدمة الأرصاد الجوية الروسية _يوم الاثنين 20 نوفمبر الجاري_ أنه تم رصد ارتفاع كبير في مستوى أحد العناصر المشعة (Ruthenium-106) بين 25 سبتمبر والأول من أكتوبر، وأن هذه الإشعاعات امتدت إلى الدول الأوروبية من 29 سبتمبر بدءًا من إيطاليا ثم شمالا. كما صرح وزير السلامة العامة الروسي أن أعلى تركيز لهذه الإشعاعات كان فوق محطة ماياك MAYAK لمعالجة الوقود النووي. وبالرغم من أن العنصر المشع المذكور ينتج عن معالجة الوقود النووي وهو ما يقوم به المصنع فإن إدارة مصنع ماياك ما تزال تنكر علاقتها بالتسرب وتؤكد أن مستوى الإشعاعات حول المصنع في المستويات الطبيعية.

وليس هذه كل شيء، فبالرغم من أن خدمة الأرصاد الجوية الروسية أعلنت أن نسبة الإشعاعات بلغت في بعض المناطق حوالي ألف ضعف الطبيعي، فقد أعلن المسئول أن هذا لا يشكل خطرًا على الصحة، وأنه لا ضرورة إلى إجراء تحقيق لمعرفة المصدر طالما أنه لم يحدث ضرر، هذا في الوقت الذي صرح فيه مسئول معهد الفرنسي للأمان النووي أن مستويات التلوث عند المصدر كانت عالية إلى درجة أنها لو حدثت في فرنسا لكان لا بد من إخلاء الموقع والمناطق المحيطة به.

جدير بالذكر أيضًا أن هذه ليست الحادثة الأولى لمصنع ماياك، فقد حدث فيه انفجار عام 1957 أطلق إشعاعات امتدت تقريبًا فوق مساحة 20 ألف ميل مربع، وتم التستر على الحادثة لمدة عشر سنوات ولم يعلن عنها إلا في عام 1976، وربما لهذا ليست معروفة لدى الكثيرين رغم أنها ما زالت حتى اليوم تعتبر ثالث أسوأ حادثة نووية في العالم.

روابط الخبر