المبادرة المصرية تؤكد أن هناك بدائل علمية لتوفير علاج لملايين المصريين المصابين بعدوى الفيروسات الكبدية (سي)

بيان صحفي

2 مارس 2014

الدواء يتكلف ٢٥٠ دولار بينما يسعى المنتج لبيعه بـ٣٦٠٠ دولار

أكدت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية اليوم أن الدولة يمكنها أن تضع سياسات فعالة وتستخدم طرقًا مختلفة من بينها دواء مكتشف حديثًا من أجل الحد ومن ثم القضاء على مرض الالتهاب الكبدي (سي) والذي يصل معدل إنتشاره في مصر إلى 14.7% من السكان أو حوالي 12 مليون شخص.

وأكد فريق من المتخصصين في الصحة العامة والدواء في المبادرة المصرية اليوم على اهمية وضع سياسة شاملة من أجل مواجهة ما يعد اسوأ تحدي لصحة المصريين عمومًا وذلك عقب لقاء مع وفد من شركة جلياد Gilead الدولية التي تقوم بتصنيع دواء سوفوسبوفير Sofosbuvir  لعلاج المصابين بهذا الفيروس.

وترى المبادرة ان هذا الدواء، سواء تم شراءه بسعر معقول أو الإتفاق على انتاجه محليًا بشكل مستقل أو بالاتفاق مع الشركة، يمكن أن يصبح جزءًا من سياسة شاملة وجدية وقائمة على أسس علمية وتجارب مؤكدة وفق القواعد الموضوعة وطنيًا ودوليًا لمواجهة المرض في مصر.

وشددت المبادرة على أن مصر يجب أن تتفاوض مع الشركة المذكورة التي يزور وفدها القاهرة هذا الأسبوع من موقع قوة حيث أن الدواء لا يمكن استيراده دون حصوله على رخصة في مصر واجراء تجارب عليه، كما أن مصر هي أكثر دولة من حيث نسبة انتشار الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي (14.7% من السكان) وسيفتح الإتفاق معها طريق الشركة أمام تسويق هذا الدواء عالميًا.

وجاء طلب الشركة اللقاء مع المبادرة المصرية عقب اجتماعهم مع المجلس الاستشاري للمجتمع العالمي للإلتهاب الكبدي (سي)[1]  والذي ضم ٣٨ ممثلًا للمجتمع المدني في مجال الصحة العامة من ٢٢ دولة من أنحاء العالم ودعمته منظمة الصحة العالمية في بانجكوك الأسبوع الماضي. وتشارك المبادرة المصرية في عضوية هذا المجلس الذي أكد في ختام اجتماعاته على دعوة أكبر ست شركات أدوية في العالم من أجل توفير الأدوية المعالجة للالتهاب الكبدي بسعر معقول لمواجهة مرض يقتل ٣٥٠ الف شخص كل عام. هذا وقد رفضت الشركات تسعير مثل هذه الأدوية بشكل يسمح لمواطني وحكومات الدول النامية من الحصول عليها.

وحذرت المبادرة المصرية من أن تقبل الحكومة، التي حضر وفد الشركة للقاهرة للقاء معها، عرضًا من الشركة يجعل تصنيع بديل محلي (دواء جنيس) أمرا غير ممكن لعدة سنوات أو أن تقبل عرضًا يجعل تكلفة الاستيراد وعلاج الغالبية العظمى من المصابين بالفيروس في مصر أمرًا باهظ التكلفة أو غير مجدي.

وتعتقد المبادرة المصرية أنه يمكن لصناعة الدواء المصرية تصنيع دواء جنيس (بديل محلي) في المستقبل القريب  خاصة وأنها تمكنت من صناعة جنيس محلي لدواء الانترفيرون من قبل. ولكن هذا الخيار يستلزم عدم منح رخصة لشركة جلياد إذا لم يتم التوصل لاتفاق مالي مناسب للبلاد مع الشركة. ويمكن للحكومة وشركات الدواء أيضا التوصل لاتفاق تصنيع بديل محلي بحيث يكون سعره مقبولًا.

وتعتقد المبادرة المصرية، وفقًا لمتخصصين في انتاج الدواء، أن تكلفة إنتاج كورس العلاج لا تتعدى ٢٥٠ دولار.[2] بينما صرحت الشركة المنتجة في اجتماع المجلس الاستشاري الذي شاركت به المبادرة في بانجكوك، انها ستعرض على مصر سعرًا يصل إلى ٣٦٠٠ دولار لكورس العلاج. 

وترى المبادرة المصرية أن هذا الموقف من جانب شركات الدواء هو جشع مبالغ فيه وسيجعل الدواء بعيدًا عن متناول الفقراء مباشرة أو عن متناول حكوماتهم التي يمكن أن تعمل من أجل شراء الدواء لتوفيره للشرائح الأفقر عن طريق نظام للتأمين الصحي. 

ودعت المبادرة المصرية إلى أن تعمل مصر مع الدول الأخرى التي تعاني من انتشار هذا الفيروس مثل الهند والصين وباكستان واندونيسيا، حتي يتسنى التوصل إلى اتفاق عادل يوفر هذا الدواء بسعر مناسب لموازنات هذه الدول وقدرات مواطنيها الاقتصادية، حيث أن أي اتفاق مع مصر سيؤثر على موقف قرابة مائة وستين مليون شخص مصابين بهذا المرض في أنحاء العالم النامي.

وترى المبادرة المصرية أنه لدي مصر والدول النامية خيارات أخرى وأن المساعي الدولية من جانب منظمات المجتمع المدني والحكومات الجادة ساهمت في تخفيض أدوية علاج مرض الإيدز من عشرة ألاف دولار للمريض لمائة دولار فقط وأنه يمكن القيام بمثل هذا الأمر مع أدوية الالتهاب الكبدي. 

وترى المبادرة المصرية أن العلاج السليم في مواجهة الفيروسات الكبدية هو جزء محوري في خطة وسياسات الوقاية الشاملة، مما يحتم توفير العلاج اللازم والموارد والخبرات الكافية التي تمكن من صناعته محليًا وعدم الخضوع لإرادة الاحتكارات الدوائية العالمية، استلهامًا لما صنعته الدول الأخرى التي تعاني من أمراض مماثلة كالهند وجنوب أفريقيا.

إن الحق  في الحصول على الدواء جزء لا يتجزأ من الحق في الصحة، وقد أقرت هذا الحق المواثيق الدولية التي تطرقت للصحة كحق من حقوق الإنسان وأخيرًا الدستور المصري في تعديلاته الأخيرة.



[1] http://www.actupbasel.org/actupbasel/?First-Hepatitis-C-World-Community

[2] Hill A, Khoo S, Fortunak J, Simmons B, Ford N. Minimum Costs for Producing Hepatitis C Direct-Acting Antivirals for Use in Large-Scale Treatment Access Programs in Developing Countries. Clin Infect Dis