مع تكرار نفوق وتشوهات الاسماك النيلية في الدلتا، المبادرة المصرية: غياب المعلومات والجمود في التحرك يعرض الصحة العامة للخطر

بيان صحفي

22 نوفمبر 2012

طالبت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية اليوم الإدارات المحلية المعنية بمحافظتي الدقهلية ودمياط وأيضا هيئة الثروة السمكية وإدارة حماية نهر النيل بوزارة الموارد المائية والري بالإفصاح عما تم التوصل إليه من معلومات حول ظاهرة نفوق الأسماك بنهر النيل وتشوهها بكلتا المحافظتين، وإيضاح ما تم تحديده من أسباب وراء هذه الظاهرة ومصادرها المحتملة وأيضا ما تم اتخاذه من خطوات لمعالجتها أو لمنع انتشارها وكذلك الإجراءات الاحتياطية التي ستتبع لمنع تكرارها مستقبلا.

وتداولت الصحف منذ مطلع الشهر الحالي اخبارا تحدثت عن نفوق كميات كبيرة من الأسماك في النيل بمحافظتي دمياط والمنصورة وأن هذه الظاهرة مستمرة منذ ما يقارب الشهر ونصف، وتأكدت المبادرة المصرية من مصادر متعددة ومن شهود عيان من صحة هذه الأخبار. 

وبدأ ظهور كميات من الأسماك الميتة في النصف الأول من شهر أكتوبر الماضي بالقرب من قرية ميت خميس بالمنصورة ثم عقب ذلك قرب قريتي الزعاترة والزرقا بدمياط، وكانت الأسماك النافقة صغيرة الحجم وفي حالة متعفنة، ورغم أن العينات التي أخذت من المياه وقتها أظهرت أن مواصفات المياه مقاربة للحد الطبيعي وكذلك الخلو من المعادن الثقيلة، ومن متبقيات المبيدات، لم يصدر أي من أجهزة المحافظة أي تفسير لتلك الظاهرة.

ومما زاد الموقف سوءا ظهور كميات أخرى من الأسماك في نهاية شهر أكتوبر أمام قرية السرو في دمياط حية وميته متفاوتة الحجم ومصابة بتشوهات ظاهرة كانتشار البقع البيضاء على جسمها وتأكل في القشور الخارجية إلى جانب تأكل في مقلتي العين لديها رغم أنها على قيد الحياة. وأظهرت معامل البيئة أن مواصفات المياه في المنطقة في الحدود العادية، ماعدا الفوسفات والأكسجين الكيميائي، وان هذا لا يمكن أن يفسر مثل هذه التشوهات الغريبة، ورغم انه تم إبلاغ وزارة الصحة والهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية ومديريات الطب البيطري بالمحافظة، لم يصدر أيا منهم توضيحا أو رأيا حول الموضوع. وذكر الأهالي أن استفساراتهم وأسئلتهم للجهات الصحية المعنية لاقت تأجيلا ومماطلة في الرد بشكل مستمر وأنه ليس لديهم أي علم باتخاذ أي إجراءات في هذا الشأن حتى تاريخه.

وقالت د. راجية الجرزاوي: "يعاني نهر النيل بالفعل من أحمال ثقيلة من الملوثات من مصادر الصرف المتعددة سواء الصناعي أو الصحي والزراعي إضافة إلى الممارسات الخاطئة للأفراد، وظهور مثل هذه الحوادث والطفرات الغريبة يثير المخاوف والقلق خاصة في ظل انعدام المعلومات، ليس فقط بسبب تأثيرها على الثروة السمكية ولكن وهو الأهم بسبب تأثيرها على الصحة العامة للأفراد الذين يشربون هذه المياه أو يأكلون هذه الأسماك." 

وأكدت المبادرة المصرية أنه على كافة الجهات المعنية، سواء بالحفاظ على الصحة العامة أو حماية الثروة السمكية ونهر النيل، وخاصة الإدارات المحلية المعنية بمحافظتي المنصورة ودمياط، تحديد سبب هذه الظاهرة في أسرع وقت ممكن واتخاذ فورا الخطوات اللازمة لمعالجتها، وأيضا الخطوات اللازمة لحماية الثروة السمكية ونوعية المياه من التدهور في المستقبل وان يتم كل هذا في إطار من الشفافية ومشاركة المجتمع المدني.