قصر العلاج على نفقة الدولة على ستة أمراض يهدد حياة المرضى... مكتب الوزير والمجالس الطبية المتخصصة: لا نعرف شيئا عن القرار

بيان صحفي

30 مارس 2010

حذرت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية من تهديد حياة المرضى الذين يستفيدون من العلاج على نفقة الدولة، وذلك بعد ما نشرته صحيفة الأهرام الحكومية بالأمس 29 مارس على لسان وزير الصحة حول إصداره قراراً بقصر العلاج على نفقة الدولة على ستة أمراض فقط هي: السرطان والقلب والسكر والضغط والفشل الكلوي ومرضى الالتهاب الكبدي "سي" الذين يتلقون علاجا بعقار "الإنترفيرون".

وكانت الأهرام قد نقلت على لسان د. حاتم الجبلي وزير الصحة أنه أعلن قراره في اجتماع عقدته لجنة الصحة بمجلس الشورى بناء على طلب المناقشة المقدم من النائب محمد علام. وحذر الوزير فيما نقلته الصحيفة من انهيار الخدمات الصحية في مصر بعد رصد مؤشرات ترفع حجم الإنفاق العام على قرارات العلاج إلى 10 مليارات جنيه. وأضاف الوزير الذي اتهمه النواب بـ" معاقبة المواطنين بسبب فساد بعض الأشخاص" أن الحل يكمن في إقرار قانون التأمين الصحي الجديد، واقترح زيادة مساهمات المواطنين عبر رفع اشتراكاتهم التأمينية.

وقال د. علاء غنام مدير برنامج الحق في الصحة بالمبادرة المصرية إن"هناك عدة وسائل لضبط العلاج على نفقة الدولة، وجميعها يجب أن تستهدف تنظيم الخدمة وليس تقليصها، ومن بينها تحديد الفئات الاجتماعية التي يحق لها الاستفادة منها، والتي من أجلها صدر قرار رئيس الجمهورية رقم 691 لسنة 1975 بشأن علاج العاملين والمواطنين على نفقة الدولة."

كما أبدت المبادرة المصرية استغرابها الشديد حيال تصريحات كل من مكتب د. عماد عزت مدير قطاع مكتب الوزير والإدارة القانونية بالوزارة فضلا عن إدارة المجالس الطبية المتخصصة (المسئولة عن إدارة برنامج العلاج على نفقة الدولة) والذين أجمعوا على عدم علمهم بصدور قرار أو تعليمات بقصر العلاج على الأمراض التي ذكرها الخبر. وفي اتصالات هاتفية أجراها باحثو المبادرة المصرية أمس أكد العاملون في تلك الإدارات عدم وجود أي قرارات رسمية بقصر قرارات العلاج على الأمراض المذكورة. وأعربت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية عن قلقها الشديد من الطريقة السرية وغير الشفافة التي تتبعها الوزارة في صنع وتطبيق سياساتها العامة، كما حذرت من أن تصريحات الوزير قد تكون بالون اختبار لجس النبض كمقدمة لتقليص قرارات العلاج على نفقة الدولة، فيما يعد انتهاكا واضحا للحق في الصحة بل والحق في الحياة.

وأضاف الدكتور علاء: "نحن نتفق مع الوزير في أن الحل يكمن في إقرار قانون تأمين صحي شامل. لكن الحديث عن زيادة اشتراكات المواطنين التأمينية يؤكد أن الدولة تتخلى فعليا عن مسئولياتها عن حماية الحق في الصحة والحق في الحياة، فضلا عن التمييز الذي تفرضه تلك القرارات ضد المرضى الفقراء، خاصة أن 68% تقريبا من الإنفاق الصحي الكلي يدفعه المواطنون من جيوبهم. وما يحدث الآن يشير إلى أن الدولة تريد سحب يدها نهائيا رغم أنها لا تنفق على القطاع الصحي ما يكفي وتدير الخدمات الصحية بشكل ارتجالي وعشوائي كما يبدو في قرار قصر العلاج على نفقة الدولة على ستة أمراض فقط."