المواطن المستبعد

8 June 2020

       

"يعني يا مدام الكورونا بتاعكم ده بيبدأ شغله بعد الساعة 7 بليل"، سألني مدير أتيليه لفساتين السهرة والزفاف في مدينة المنصورة بسخرية إن كان هذا الفيروس المجهول يبدأ عمله في المساء، وإلا ما هو السبب الحقيقي الذي تعلمه الحكومة وحدها في فرض حظر تجول مسائي ولا تشاركه مع المواطنين.

أعلنت منظمة الصحة العالمية في يوم الأربعاء 11 مارس فيروس كورونا "جائحة"، وفي يوم 24 مارس أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي فرض حظر حركة المواطنين ووسائل النقل العام والخاص من الساعة 7 مساء وحتى 6 صباحًا لمدة أسبوعين، وتوالى تجديد فرض حظر التجول مع تغييرات في مواعيد بدئه وانتهائه خلال شهر رمضان وعيد الفطر، وجاء آخر تعديل، الذي أعلنه رئيس مجلس الوزراء يوم الأحد 31 مايو بأن الحظر يبدأ من الساعة الثامنة مساءً وحتى الساعة الخامسة صباحًا.

عن الوعي:

أعيش في القاهرة، ولكن أسرتي مقيمة في مدينة المحلة الكبرى وبعد إعلان كورونا "جائحة" اتخذت قراري بعدم زيارة الأسرة، التزامًا بقرارات التباعد الاجتماعي وتقليل الحركة قدر الإمكان، خاصة وأن الأماكن التي أعمل بها كانت قد أغلقت مكاتبها بالفعل، واعتمدنا عقد لقاءات العمل من خلال الإنترنت. ولكن على الرغم من ذلك لم أكن أنا شخصيًّا ملتزمة بالبقاء في المنزل. في الأسابيع الأولى زرت بعض الأماكن الدينية والأثرية والتجارية لأغراض بحثية مهنية خاصة تجاه تطبيق الغلق، ولم يكن مطبقًا بالكامل حيث استطعت دخول بعض هذه الأماكن.

توالت مشاهداتي لمثل هذه التجمعات سواء بوجودي الشخصي، أو متابعتي لها على الإنترنت في الأسابيع الأولى لتطبيق الحظر المسائي، وعلى جهة أخرى من خلال معلوماتي التي أحصل عليها عن طريق تواصلي مع أسرتي لأتأكد من التزام أبي وأمي البقاء في المنزل.

أبي يخرج يوميًّا بشكل طبيعي لحين موعد الحظر، وأمي تخرج لقضاء مشاوير عادية، وفي مرة أخبرتني أنها ذهبت لمكتب التأمين الصحي حيث تحصل على علاجها الشهري، وقضت ساعات برفقة عشرات المسنين في مكان ضيق ولا يرتدي أي منهم الكمامة.

@rogeranis الصورة عن المصور الصحفي روجيه أنيس

طلبت منها أن تشتري الدواء من الصيدلية، ضحكت وأخبرتني أن بعد ساعات الانتظار اكتشفت أن دواءها الخاص بالروماتويد اختفى من الصيدليات بعد إشاعة أنه يعالج كورونا، حتى من الصيدليات الحكومية.

استمرار أسرتي في حياتهم الطبيعية لم يكن حالهم وحدهم، بل حال شريحة كبيرة من المجتمع، وبالرغم من شعور البعض بالقلق أو الخوف، إلا أنه لم يمنعهم من مزاولة غالبية أنشطتهم اليومية أو على الأقل الخروج أكثر من مرة من المنزل.
ووفق نتائج بحث تشاركي أجراه فريق من الباحثين في مؤسسة "شمسية" لإدارة الأنظمة الصحية خلال شهر مارس عن تفاعل المواطنين مع الإجراءات الرسمية لمنع انتشار كورونا فإن الأكثر قلقًا وفقًا للتقسيم الجغرافي كان سكان الصعيد والدلتا.

وبحسب مكان السكن، كان ساكنو المناطق السكنية المغلقة "كمبوند" هم الأكثر قلقًا بالرغم من قلة التزامهم النسبي بالعزل الذاتي، يليهم سكان المدن الجديدة والقرى، ثم المدن، وأخيرًا المناطق غير الرسمية.

في الفترة الأولى حيث كانت أرقام الوفيات والإصابات الجديدة لا تتجاوز العشرات كل يوم، سخرت صديقة أمي مني عندما هاتفتها أحثها على عدم زيارة أسرتها في مدينة قريبة من المحلة، وركوب القطار الذي يكون عادة مزدحمًا. وقالت لي: "إنتوا خايفين ليه.. الأرقام عادية متخوفش.. بس قفل المدارس والجوامع والكنايس والحظر، كله ده عشان نقلد بتوع بره ومحدش ياكل وشنا.. ونصور الشوارع فاضية".

وسألتني لماذا تتخلى عن زيارة أسرتها بينما تضطر للخروج يوميًّا إلى العمل واعتمادها على وسيلة مواصلات مزدحمة، والتعامل بالأوراق النقدية التي تتناقلها عشرات الأيدي يوميًّا، والتعامل في السوق الشعبي.

تعجبت من رد فعل أمي وأبي وأصدقائهم، وحسبتهم من المتعلمين وهو ما يفترض معه زيادة وعيهم من وجهة نظري، وهونت من أسباب خروجهم اليومي، حتى ولو للحصول على الدواء.

"التعليم أكيد مهم.. لكن في افتراض إن كل ما التعليم زاد الوعي بيزيد.. في الحقيقة التعليم ملوش علاقة مباشرة بتشكيل رد الفعل مع الكورونا ولازم نبص عليه لوحده بالتفصيل.."، تقول ريم سعد أستاذ مساعد في الإنثربولوجيا الاجتماعية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.

وتشير إلى أن شيوع استخدام الجهل كتفسير للسلوكيات السلبية سواء كانت حقيقية أو مفترضة يمثل صيغة جاهزة يلتصق فيها الجهل بمتغيرات أخرى كالفقر والعشوائية والمرض, وتستهدف بالأساس إلقاء اللوم على قطاعات واسعة من المجتمع أو على "الشعب" بشكل عام.

وتوالت خلال الأسابيع الأولى ردود الأفعال المجتمعية تجاه "قلة وعي" بعض المواطنين في التعامل مع الجائحة، تارة بسبب الفقر وتارة أخرى بسبب الجهل، وهو ما بدا واضحًا من تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي لفظة "فلاحين" ككناية عن الجهل بعد مسيرة العشرات من أهالي الإسكندرية ضد الكورونا في مارس، وبعد أقل من شهر خرج العشرات في مسيرة يحملون فيها مجسمًا للكعبة، فدافع السكندريون عن حالهم بأن هؤلاء هم المندسون من الفلاحين على المدينة الكوزموبوليتانية الواعية.

"فلاحين" يستخدمها كثير من المصريين كوصمة أو لوصف السكان من خارج العاصمة والإسكندرية كاستثناء، وهي الحالة التي يرتبط بها في أذهان كثيرين ممن يستخدمونها تبعيات مثل الجهل وعدم التحضر، فأنا على سبيل المثال لن أنسى محاولة قريبة لنا _من القاهرة_ تعريفي على "الشوكة".

وأفادت نتائج البحث المُجرى في كتاب "الناس والتلوث: البنية الثقافية والفعل الاجتماعي في مصر" من تأليف نيكولاس هوبكنز أستاذ الإنثربولوجي بمشاركة عدد من الباحثين دحض بدرجة ما نظرية "قلة الوعي" فيما يخص تعامل المصريين مع مشاكل البيئة وعلاقتها بالمرض والتلوث وغيره، ورغم أن بحثهم تم ما بين عامي 1995 و1997 فإن النتائج التي انتهى إليها محتوى الكتاب لا يزال مفيدًا، ومناسبًا بشكل ما لتقييم المجتمع المصري في 2020.

تغيير:

كان قد مر شهر منذ إعلان الجائحة ولم أزر أسرتي، ولكن قبل عيد القيامة الأحد 12 إبريل بأيام قليلة، نازعتني رغبتي في الاحتفال معهم، وكلما تكلمت مع أمي أو أبي يصران على أن الحياة طبيعية في المحلة وما يحدث في مصر "العاصمة" ونراه في الإعلام لا علاقة له بباقي الجمهورية.

قضيت أيامًا أراسل بعض أصدقائي أسألهم إن كانت زيارتي لأسرتي في مدينة أخرى يشكل خطورة عليهم وعلى نفسي والآخرين، أجابني الجميع بأنه يجب تقليل الحركة والانتقال ويجب عليَّ أن ألتزم وألا أنساق خلف سلوك المستهترين.

متابعتي لأخبار كورونا في العالم، و قراءاتي اليومية، وموقفي من الجهل والجهلاء كما كنت أبرر حينها، وتحذيرات أصدقائي الذين يعملون في المجال الطبي، لم تمنعني في النهاية من تحضير حقيبتي وحجز تذاكر القطار.

أردت قضاء العيد برفقة أسرتي، وبسببه خرقت قرار التباعد الاجتماعي الذي فرضته على نفسي شهرًا، لم تكن حركتي بسبب العمل، أي لم أكن مضطرة لتعريض نفسي والآخرين لخطر العدوى، ولم يختلف موقفي عمن سبق وانتقدهم لخروجهم من أجل شراء أشياء تضفي البهجة على أيامهم الصعبة، أو يتجمعون في لقاء يخفف من حدة توترهم، فقرار قضاء العيد مع أسرتي متناقض مع موقفي السابق المستهجن لاستمرار التجمعات.

ترى ريم أن جائحة كورونا لديها خصوصية عن سابقتها من الأوبئة في أنها تطلب من البشر لحماية أنفسهم ومن يحبون فعل الكثير ضد فطرتهم الإنسانية وضد طبيعتهم، خاصة فيما يخص التجمعات، وتقول: "الناس لما بتكون خايفة بتضم على بعض.. أو تعمل الحاجات إللي بتطمنها وتسعدها.. لكن المطلوب مننا دلوقتي يكون رد فعلنا غير تلقائي.. ونعمل عكس الحاجة إللي حاسين إننا عايزين نعملها.. ودي حاجة صعبة مش سهلة".

@rogeranis الصورة عن المصور الصحفي روجيه أنيس

ومنذ عيد القيامة وحتى أسابيع قليلة مضت، تخليت بشكل ما عن تحفظي تجاه الانتقال، وتكررت زياراتي لأسرتي، ولم تتغير طبيعة مدينة المحلة الكبرى، فيما عدا زيادة ملحوظة في الزحام خاصة في الشوارع التجارية، بالإضافة إلى خنقة مرورية تحدث في الساعة الأخيرة قبل بداية سريان ساعات الحظر، تؤدي إلى مشاجرات عنيفة يلتحم فيها المتشاجرون بالأيدي ويخرج العشرات لفك الاشتباك.

"بصي العرايس هتتجوز هتتجوز.. كورونا إيه.. يعني لازم ينزلوا يشتروا الجهاز.. إللي حصل إن فيه ناس كانت تحب تنزل في العصاري والمسا عشان الجو أحسن.. لكن بسبب الحظر كله بقا ينزل الصبح وده عمل مشكلة كبيرة، إن الزحمة أكتر جوه المحلات.. بس برضو الزحمة دي مش معناها إن ناس بتشتري أكتر.. همه نفس الناس بس اتكدسوا في وقت واحد"، قال لي بائع منسوجات.

لم يكن حظر التجوال بطابعه المصري المسائي مفهومًا لأيٍّ ممن تكلمت معهم في مدينتي، يسألونني بغرض إحراجي وكأني خبيرة في ميكانيزم الفيروسات، وذلك فقط لأني أتكلم معهم بإرشادات منظمة الصحة العالمية التي يجب اتباعها، ففي مدينة صناعية سألوني كيف لا تنقل المصانع الفيروس بينما تنقله المقاهي أو الكنائس والمساجد.

كلامهم الذي عكس إحساسهم بأن الخطة التي وضعتها الحكومة لمواجهة فيروس كورونا والحد من الإصابات، مُفصَّلة لتناسب ظروف معيشة سكان "مصر" والمقصود بها في حديثهم "القاهرة" العاصمة، فالمركزية التي يغرق فيها هذا البلد يُدركه سكان الأقاليم بالذات فيما يخص كافة الخدمات وأبرزها الصحية، مع شعور قوي بالتهميش.

البنية الثقافية:

الخروج من المنزل في ظل الجائحة لأسباب فردية غير العمل سلوك انتهجه الكثيرون، والتجمعات غير الضرورية أيضًا، وكان السؤال: لماذا لا يلتزم هؤلاء بالبقاء طالما لا يوجد عمل يجبرهم على الخروج.

وجاءت خلاصة نتيجة الأطروحة البحثية التي عمل عليها كتاب "الناس والتلوث" إلى أن التعرف على كيفية صياغة مجموعة من البشر حلولًا لمشاكلهم أو التعايش معها، يسبقه بالضرورة التعرف على البنية الثقافية السائدة لديهم، كونها عاملًا مهمًّا لإدراك كيف يفهم هؤلاء الواقع من حولهم وبالتالي تصوراتهم لحل مشاكلهم أو التعامل معها، فالبنى الثقافية هي التي تشكل الأطر التي تتبلور داخلها تصورات الناس عن مشاكلهم.

وأوضحت نتائج البحث على العينة التي اختاروها وتُمثل إلى حد كبير مختلف شرائح المجتمع المصري، أن غالبية العينة ترى أن المتسبب الرئيسي للتلوث _وهو موضوع البحث_ هم الناس أنفسهم، وهي الإجابة غير المتوقعة ووصفها الباحثون بأن "وعي الناس بالمشاكل البيئية حولهم" يوازي "وعيهم بقلة حيلتهم".

وقال الباحثون "نحن أمام شعور قوي من التهميش وهو شعور له بالتأكيد ما يبرره فالمواطن المصري ليس سلبيًّا بقدر ما هو مستبعد".

ترى ريم أن ردود أفعال الناس ترتبط أيضًا بشكلٍ ما بالرسالة الموجهة إليهم من قبل المسؤولين، وفي حالة كورونا كانت الرسالة غير واضحة، كما أن سبل الوقاية تم اختزالها عمليًّا في ارتداء الكمامة، بمعنى أن عجلة الإنتاج سوف تدور ولكن بارتداء الكمامة. وأشارت إلى أن تضارب الأخبار ونقص المعلومات يؤثر على قرارات الأفراد.

"في مصر الرسالة كانت متضاربة ومفيهاش معلومات واضحة.. لكن ملخصها: إطلع الشارع عشان عجلة الإنتاج.. يعني مطلوب منك تطلع من البيت وتنزل الشارع وتركب المترو أو أي مواصلة عامة تانية وتروح مصنع أو تجمع عمل كبير.. وبعد كل ده لو حبيت تروح مكان من اختيارك يتقال لك: لأ، كده الفيروس هينتشر.. طبيعي الناس تتساءل يعني بعد ما عملت كل ده ليه ماروحش أشرب كوباية شاي مع أصحابي؟" تقول ريم.

المعلومات:

بدا من الواضح أن العالم أجمع يتعامل لأول مرة مع أزمة بهذا الشكل، ويضع المسؤولين كافة أمام تحدٍ في كيفية التعامل مع الشعوب وإيصال الرسالة، وضربت ريم مثالًا على ذكاء تعامل بعض القيادات مع شعبهم خلال أزمة جديدة، برئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن التي تعاملت منذ بداية الأزمة بشكل شخصي مباشر مع الشعب من خلال بث فيديوهات على حسابها الرسمي في فيسبوك تتناول المعلومات والمستجدات بخصوص كورونا، وهي الثقة المتبادلة بين الشعب وحكومته.

"الحكومة فرضت حظرًا كاملًا مرتين في أزمة كورونا ولم تعلن عنهما"، تصريح أسامة هيكل وزير الدولة للإعلام يوم الأربعاء 3 يونيو، وعلى الرغم مما يحمله التصريح من تدليس، لأن ما تحدَّث عنه الوزير هو إجازة عيد الفطر التي مُنعت فيها المواصلات العامة ولكن لم تُمنع السيارات الخاصة أو الترجل وهو ما لا يتفق مع تعريف الحظر الكلي، فإنه يعكس كيف يرى المسؤولون حق المواطن في المعرفة.

ومن سياسة التجهيل لسياسة تحميل المواطنين مسؤولية ما يحدث لهم أو ما قد يحدث مع تفخيم ملموس لدور الحكومة، كانت تصريحات وزيرة الصحة هالة زايد في بداية شهر مايو: "زيادة أعداد المصابين بكورونا مسؤولية المواطنين وليس الدولة"، وإذا أبدى البعض خوفهم مثل بعض أهالي طلبة الثانوية العامة فيكون رد وزير التعليم طارق شوقي: "الطالب الخائف من النزول إلى الامتحانات بسبب الطريق.. مش بتنزل السوبر ماركت تشترى حاجة؟"

نقص المعلومات لا يشكل خللًا في تشكيل رد الفعل أو التعامل على المستوى الفردي وحده، وإنما نقص المعلومات على المستوى العام فيما يخص الهيئات والكيانات، وما يترتب عليه وضع السياسات، وكانت المبادرة المصرية قد نشرت ورقة موقف بعنوان: "في مواجهة كورونا، هل نتذكر المسح السكاني الصحي؟"، للتساؤل عن عدم نشر المسح السكاني المقرر في عام 2018.

@rogeranis الصورة عن المصور الصحفي روجيه أنيس

وأوضحت الورقة أن المسح يتم إصداره كل خمس سنوات على الأكثر، والتعامل مع الجائحة جاء بناءً على المسح الذي نُشر في عام 2014 بعد أن أعلنوا في فبراير 2020 على الموقع الرسمي لبرنامج DHS إلغاء نشر مسح عام 2018، وأشارت المبادرة إلى أن التعامل الحالي مع الجائحة يعتمد على بيانات من سنوات سابقة قد لا تعكس واقع اليوم.

مشاهداتي والتي بدأت منذ إعلانه وحتى أسابيع قليلة قد لا تعكس الواقع الحالي، وقبل أن تتجاوز الإصابات اليومية الألف، التي تبعها إعلان رئيس مجلس الوزراء في 31 مايو تخفيف مدة الحظر ليكون من الساعة الثامنة مساءً وحتى الساعة الخامسة صباحًا، بالإضافة إلى مناقشة إجراءات فتح المطاعم والكافيهات، والتشديد على ارتداء الكمامة وفرض غرامة كبيرة.

التغير السريع والمتلاحق لتبعيات فيروس كورونا تستحق الرصد والتوثيق المستمر، وإن كنت أخص بالذكر كيف تعامل سكان مدينة المحلة "أقاليم" خلال الأسابيع الأولي مع "الحظر المسائي"، وأهمية تتبع موقفهم مع الأزمة بشكل دوري، مع الوضع في الاعتبار الأطر التي يشكلون من خلالها قراراتهم، والبحث في وجود علاقة بين صياغة رد فعلهم بالرسالة السياسية والإعلامية المقدمة لهم وإحساسهم المتعاظم بالتهميش.